التسعير النفسي وعلاقته بالسعر المرجعي: كيف يؤثر في قرارات الشراء
التسعير النفسي وعلاقته بالسعر المرجعي: كيف يؤثر في قرارات الشراء؟ في عالم الأعمال، التسعير النفسي لم يعد خيارًا بل ضرورة. السعر لا يُحسب فقط بالتكلفة والربح، بل له تأثير عميق في عقل العميل وسلوكه الشرائي.
من هنا تظهر أهمية مفهوم السعر المرجعي، وهو أحد أبرز أدوات التسعير النفسي التي يعتمد عليها العقل البشري لتقييم المنتجات والخدمات.
السعر المرجعي هو السعر الذي يحتفظ به العميل في ذاكرته كنقطة مقارنة. كل عميل لديه “بنك أسعار” في ذهنه، تم تكوينه من تجاربه السابقة أو متابعته للسوق.
على سبيل المثال :الشخص الذي يشتري هواتف باستمرار لديه سعر مرجعي لأحدث الموديلات، الطبيب لديه سعر مرجعي للأجهزة الطبية، المزارع لديه سعر مرجعي للبذور والمبيدات هذه الأسعار ليست ثابتة، لكنها تشكل إطارًا نفسيًا يُقيّم العميل على أساسه أي سعر جديد.
التسعير النفسي يلعب هنا دورًا خطيرًا. العميل غالبًا يتوقع أن يكون السعر ضمن نطاق معين (حد أدنى – حد أقصى) يُصاب بالريبة إذا خرج السعر عن هذا النطاق لكن المفاجأة أن بعض الشرائح من العملاء تنزعج أكثر من انخفاض السعر عن الحد الأدنى، أكثر من انزعاجها من ارتفاعه!
لماذا الانخفاض قد يُثير الشك؟ لأن العميل قد يربط بين السعر المنخفض وجودة منخفضة، بالنسبة لشرائح معينة (مثل العملاء الراقيين أو من يبحثون عن الثقة)، انخفاض السعر بشدة قد يُفهم كتنازل في الجودة أو الاعتمادية.
التسعير النفسي ليس مجرد حيلة، بل هو علم يُدمج بين التسويق، علم النفس، وسلوك المستهلك. العميل لا يشتري بسعر المنتج فقط، بل يُقارن ويُحلل ويتأثر بعوامل لا شعورية. ولذلك، فهم السعر المرجعي وتوظيفه في استراتيجيتك التسويقية يمنحك ميزة تنافسية حقيقية، خاصة إن كنت تستهدف شرائح محددة من السوق.